وقال لي الطبيب أنني بحاجة إلى إجراء عملية جراحية كبيرة كي تتاح لي أي فرصة للمشي مرة أخرى. وما تبع ذلك تضمن سلسلة من جلسات إعادة التأهيل الشاقة في وحدة متخصصة لإصابات العمود الفقري في مركز إعادة التأهيل في أمانة للرعاية الصحية في مدينة خليفة.
تعافي السيد الحوسني أذهل فريق الموظفين، بعد أن كان طريح الفراش، ليجلس على كرسي متحرك ثم ليمشي خطواته الأولى، قبل أن يستطيع المشي ما يقارب 50 متر بمعونة إطار - كل ذلك كان في أقل من ثلاثة أشهر فقط. لا يتوقع الأطباء أن يمشي المصابون الذين يعانون من إصابات مماثلة حتى ستة أشهر على الأقل من إجراء جراحة تثبيت العمود الفقري. يتضمن هذا الإجراء ربط اثنين أو أكثر من الفقرات مع بعضها البعض للحد من الحركة وتجنب الأضرار بالحبل الشوكي.
السيد الحوسني كان يحاول بإصرار على المشي بعد أربعة أسابيع فقط، بحسب ما قالته الطبيبة المعالجة البريطانية نيكولا كوستاس، التي تقود فريق إعادة التأهيل الذي يساعده على الشفاء من خلال تقوية أطرافه في صالة الألعاب الرياضية وحمام السباحة.
"عندما وصل في 12 يناير، لم يكن لديه أي إحساس والحركة قليلة وشبه معدومة في في أطرافه السفلية. وحتى تلك اللحظة كان مقعداً تماماً في سرير المستشفى". "ومع إصابات في النخاع الشوكي، لا شيء مضمون على الإطلاق. كانت إصاباته شديدة، لذلك لم نكن متأكدين من النتيجة. وواصلت السيدة كوستاس "بالإضافة إلى جلسات إعادة التأهيل المكثفة للسيد الحوسني، والتي استمر بعضها لمدة تصل إلى أربع ساعات في اليوم، فقد تواصل أيضا مع ناجين آخرين من حوادث السيارات تعافوا من الحادث لإظهار ما يمكن تحقيقه من خلال العلاج الطبيعي والتصميم والعزيمة.
وقالت كوستاس: "نرى الكثير من الإصابات في النخاع الشوكي الناجمة عن ارتفاع معدل حوادث السيارات في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا نتوقع عادة رؤية شخص يتحسن بهذه السرعة بعد الإصابة. "نأمل أن يتمكن من إعادة بناء عضلاته. أصبح أكثر استقلالاً من خلال الاغتسال وارتداءه لملابسه بمفرده من جديد، وهو ما كان خطوة كبيرة له. إنه تحد بالنسبة له."
ويتمثل هدف السيد الحوسني في أن يكون متعافياً بما يكفي للعودة إلى بيته لمساعدة زوجته الحامل التي من المقرر أن تلد في يونيو والعودة إلى وظيفته كمسؤول لدى القوات المسلحة. وقال السيد الحوسني: "لقد كان الأمر صعبًا على الجميع، من المتوقع أن تلد زوجتي في الأول من يونيو القادم". "لقد كان ذلك دافعا كبيرا لي للتعافي. "لا يعرف الناس مدى خطورة استخدام هاتفك أثناء القيادة. إن رسالتي هي أن نفكر أولاً، أي مكالمة هاتفية يمكن أن تنتظر، لست مضطراً أن ترد عليها."
