loader
Patient Stories - Header
قصص المرضى

أمانة للرعاية الصحية تعطي الأمل للمرضى

Model.Image.Name

زارت مراسلة الخليج نيوز "نور نزال" أمانة للرعاية الصحية في أبوظبي بحثا عن قصة ملهمة عن الصمود والأمل. وفيما يلي ما كتبته عن زيارتها: 

مع صوتهن الذي بالكاد يُسمَع وتعلوه الأصوات المرتفعة لأجهزة دعم الحياة، أثبتت ثلاث نساء إماراتيات أنهن قادرات على جعل حياتهنّ أفضل، بغض النظر عن مدى صعوبة حالتهن أو قصر أعمارهن المتوقعة.

أسماء المنصوري ذات العشرين عاماً، وعبير البالغة 34 عاماً، تم تشخيص حالتهما في سن مبكرة بضمور العضلات، وهي حالة وراثية تسبب الضعف التدريجي وفقدان كتلة العضلات. ونتيجة لحالتيهما، عبير وأسماء وأصبحتا تدريجيا مشلولتين، باستثناء اليد اليسرى لأسماء. كما أنهما تعتمدن في تنفسهن على أجهزة التنفس الصناعي وتم تحديد متوسط عمر افتراضي لهما يتراوح بين 35 و37 سنة.

وقد أدى هذا الوضع إلى اضطرارهما إلى قضاء جزء كبير من حياتهم داخل الجدران الأربعة لغرف المستشفيات، ونادراً ما يقمن بممارسة الأنشطة العادية مثل الذهاب إلى مراكز التسوق أو الخروج للنزهة. إلا أن ذلك تغير بعد انتقالهما إلى أمانة الرعاية الصحية في مدينة خليفة بأبوظبي، والتي لا تقتصر استراتيجيتها على تقديم الرعاية البدنية للمرضى فحسب، بل تهدف أيضا إلى تحسين حالتهم النفسية من خلال إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في أنشطة الحياة الطبيعية بغض النظر عن مدى صعوبة حالتهم.

وتحدث الدكتور مصعب معونة، أخصائي التخدير والعناية المركزة، لأخبار الخليج، قائلا: "أسماء لم تتمكن من الحديث أو تناول المواد الصلبة عندما جاءت إلى هنا لأنها في المستشفى الذي كانت فيه لم تكن تأكل إلا الأطعمة السائلة. وعندما جاءت إلى هنا قمنا بتدريبها على القيام بذلك. ودُهشَت كونها قادرة الآن أن تأكل وتتحدث. ذراعها الأيسر سليمة مما أتاح لنا إحضار كرسي متحرك كهربائي يسمح لها بالتحرك بمفردها". وقالت الدكتور معونة إن تحسين الحالة النفسية من خلال مساعدتهم على المشاركة في الأنشطة اليومية أو من خلال الخروج إلى الحديقة أو المركز التجاري هو أمر مهم. "إذا أجبرت على الجلوس في المستشفى، كيف سيكون شعورك؟ وقال أنه يمكن أن يتسبب للمرضى في الشعور بالتوتر، وهذا بدوره قد يسبب مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب ومشاكل القلب، على سبيل المثال لا الحصر".

"تشعر هنا وكأنك في المنزل، وليس مستشفى. هناك تكنولوجيا مساعدة تسمح لي أن أتحكم بنظام التكييف والتلفاز بعيني. وهم حالياً يدربوني على استخدامه. كما أحب الرسم والتحدث مع عائلتي على وسائل التواصل الاجتماعي". هكذا تحدثت أسماء، التي كانت قبل شهرين غير قادرة على الكلام. من ناحية أخرى، لدى عبير شغف بالطهي وأحلام بافتتاح مطعمها الخاص. "أود أن أحفظ وصفات الطبخ التي تظهر على شاشة التلفزيون، ثم اسأل مساعدي أو في بعض الأحيان والدتي أن تنفذ ما أطلبه منهم. وآمل أيضاً أن أحفظ المزيد من آيات القرآن الكريم، وحلمي هو لقاء ولي عهد أبو ظبي [صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان]".

وفي محاولة أخرى لإشراك الأختين في تجربة جديدة، زارت فاطمة الملا، مصممة الجرافيك الإماراتية التي تحولت إلى مصممة أزياء، المستشفى لتصميم أزياء بناءً على رؤية الأختين. "هي فرصة لرد الجميل للمجتمع، كل شخص لديه هذه الفرصة. فقط لأنك شخص من متحدي الإعاقة لا يعني أنك ليس لديك رأي أو شعور بالأناقة. كان لكل أخت نظرة مختلفة. أرادت أسماء فستانا لحضور حفل زفاف شقيقها، في حين أرادت عبير عباءة مع ما يناسبها من حقيبة وحذاء. سيتم عرض التصاميم في مول غاليريا في أبو ظبي." هكذا تحدثت فاطمة. 

عبير التي قامت بتصميم فستان لأول مرة في حياتها، قالت أنها متحمسة للمشاركة في هذه التجربة. "أحب البحر لذا اخترت عباءة زرقاء اللون تشبه المحيط مع لمسات من اللؤلؤ. وقالت أنا متحمس لرؤية النتائج". قبل أن تصبح مريضةً في أمانة للرعاية الصحية، الإماراتية مريم العلي، عانت من ضمور العضلات، وقضت عدة سنوات في وحدة العناية المركزة، ومشاهدة الناس يموتون حولها. لكن كل هذا تغير بعد أن أصبحت مريضة في أمانة للرعاية الصحية، إذ يقول الموظفون أنها أصبحت جزءاً من عائلة المنشأة. "أحضر الاجتماعات في المستشفيات وأعلم الممرضات اللغة العربية. أزور حالياً مركز تعليم الدين وحفظت حتى الآن سبع سور من القرآن الكريم". وقد زارت مريم، التي أصبحت عضوا نشطا في المجتمع، مراكز التسوق والحدائق، حتى أنها ألقت خطاباً في أحد المؤتمرات. كما أخبرت والحماس يملؤها مراسلة الخليج نيوز أنها سوف تذهب إلى سباق الفورمولا 1 في أبو ظبي. 

وقالت "لدي الآن أمل آخر. الحياة أفضل الآن". 

المزيد من قصص المرضى